الفُصولُ الأربعةُ
مسرحية غنائية للأطفال
تأليف الشاعر:
عبد القادر الأسود
أشخاصُ المسرحيّّّة:
- طفل بدور القاضي0
- أربعة أطفال مستشارون0
- طفلٌ بدور الحاجب0
- خمسةُ أطفال بدور الربيع{توحي بذلك أثوابهـم}0
- خمسة أطفال بدور الصيف{توحي بذلك أثوابهـم}0
- خمسة أطفال بدور الخريف{توحي بذلك أثوابهم}0
- خمسة أطفال بدور الشتـاء{توحي بذلك أثوابهم}0
{ترفع الستارة،يخرج إلى المسرح خمسةُ أطفال وهم يرقصون ويغنون
الأغنية الآتية}:
الأول:{القاضي}
رفاقيَ الحُضـورْ يا مَوسِمَ العُطورْ
أمامَنا مُشكِلَةٌ أحداثُها تدورْ
بين النَدى والظِلِّ والأنسامِ والزُهورْ
{يُجيبُه المستشارون الأربَعةُ}:
أسْمِعْنا،هيّا أسْمِعْنا
أشعاراً،أنغاماً،لَحْنا
بالحُبِّ نَصوغُ أغانينا
للدُنيا فيَرِقُّ المعنى
القاضي: {مُوَزِّعاً الأدوارَ على مستشاريه} أنتم مُسْتَشارو الزمن الحاضِر والمُسْتَقْبَلِ والماضي0
المُستشارونَ:{معاً} حاضر،سيدي القاضي0
القاضي:{للحاجب} نادِ المُتنافِسَ الأوَّلَ0
الحاجب:{بصوتٍ مرتفعٍ} لِيَدْخُلِ المُتَنافِسُ الأولُ0
{تخرج إلى المسرحِ مجموعةُ الربيعِ بأثوابِها الزاهيةِ ،وهي ترقُصُ مع الأغنيةِ الآتية}:
أنا وَرْدٌ ،أنا طيرٌ يَشْدو مابينَ الأفنانْ
أنا أزهارُ اللوزِ تُغَطِّي عُريانَ الأغصانْ
أنا عِطْرٌ وأَريجٌ يُنْشَرْ
أَنا سِحْرٌ،أنا مَرْجٌ أخْضَرْ
أنا أزْهـى الألـوانْ
{بانتهاء الأغنية تكون المجموعة قد خرجت من المسرح}
المستشارون:
هذا هو الربيعْ أُنشودةُ الجَمالْ
بثوبِه البديعْ يُزَيِّنُ التِــــلالْ
مُحَبَّبٌ وديعْ يَشْتاقُهُ الجميعْ
القاضي:حَقاً يُحِبُّه الجميعُ 00إنَّه الربيع0
المُسْتَشارُ الأوَّلُ: جَوُّهُ لطيف000ظِـلّـُهُ خفيف0
المُستشارُ الثاني: فيه تَلْبَسُ الأرضُ أبهى حُلَلِها فتُصبحُ كالعروس0
المُستشارُ الثالث: فيه يَــسري الدِفْءُ في الأجساد00فيَمرحُ الأولاد0
المُسْتَشارُ الرابِعُ: وفيه تَكْتَسي الأشجارُ بالأوراقِ والأزهارِ وتَسْتَعِدُّ لِتُقَدِّمَ الثِمار0
القاضي: {للمستَشاريـن}أجـَل00أجَل{يلتفتُ إلى الحاجب}لِيَدْخُلِ المُتَنافسُ الثاني0
الحاجب: أينَ المُتَنافسُ الثاني؟
{تدخل مجموعة أخرى من الأطفال بأثواب موحية بالصيف وهي تَرقُصُ مــــع الأغنية الآتية}:
أنا ظِلٌّ،أنا خيرٌ وافرْ
وثِمارٌ يَجنيها العاملْ
أنا كَرْمٌ سَمْحٌ وحقولٌ
فاضَتْ بالنُعْمى وسَنابلْ
أنا قُطْنٌ ،أنا قَمْحٌ أَسْمَـرْ
وغِلالٌ يَهْواها البَيْـدَرْ
أنا أغنى الأزمانْ
المستشارون:
هذا الصيفُ أبو الغَلاّتْ
فصلُ النِّعْمَةِ والخيراتْ
كلُّ لذيذٍ ينضُجُ فيهِ
يحلو السمرُ بِلياليهِ
مـَعَ دِفْءِ النَسَماتْ
هذا الصيفُ أبو البَرَكاتْ
المستشارُ الأول: الصيفُ بهجةُ الأطفالِ في مَلاعِبِهم .
المُسْتشارُ الثاني:يفرح فيه الغنيُّ والفقير ، لأنَّ خيرَهعميمٌ ورِزقَه وَفير.
المُستشارُ الثالث:في ظِلالِه نَسْتَريحُ ، وفي مِياهِهِ نَسبَح.
المُستشارُ الرابعُ:{يُحَرِّكُ رأسَه مُظْهِراً عَدَمَ الرِضا}0
القاضي:{للحاجب}أين المُتنافِسُ الثاني؟
الحاجبُ:{منادياً} لِيَدْخُلِ المُتنافِسُ الثاني0
{تَلِجُ المَسْرَحَ مجموعةُ الخَريفِ ،بثيابٍ مُـوحيةٍ بهذا الفصلِ وهي ترقُصُ مع الأغنيةِ الآتية}:
أنا غُصْنٌ أضناه السَهَرُ
أوراقي باتَتْ تُحْتَضَرُ
أنا أرْضٌ عَطْشى وسُهولٌ
وبُذورٌ فيها تَنتظِرُ
***
أنا زَنْدٌ يَبْني بالمِعْوَلْ
يَسْقي أزهارَ المُستقبَلْ
فتُغَطـّي الأغصانْ
المُستشارون:
هذا هو الخَريفْ بِجَوًّه اللَّطيفْ
يُبَشِّرُ الحُقولْ بالظِلِّ والثَمَرْ
غُيومُـهُ خَفيفَةٌ وحَرُّهُ ضَعيفْ
مُحَبَّبٌ ظَريفْ هذا هو الخَريفْ
المُستشارُ الرابعُ:وهل في الخَريفِ ما يُفيدُنا؟وهل فيه ما نَعْتَزُّ بهِ أيضا؟ً
المُستشارُ الأوَّلُ: إنَّهُ مَوْسِمُ البِذارِ ،فهو أبو الرغيف0
المُستشارُ الثاني:فيهِ تَخْلَعُ الأشجارُ ثيابَها الباليةَلِتَلْبَسَ في الربيعِ حُلَّةً جديدة0
المُستشارُ الثالثُ: أَنَسيتُم قولَ العامَّةِ {تشرينُ الأوَّل وتشرينُ الثاني هما الربيعُ الثاني}
وهما من الخَريف،وفيه كانت الحـربُ التي اسْتََرَدَّ العـــربُ بها كرامتَهم ..وبعضاً من أرضهم؟
القاضي: والآن جاء دورُ المُتنافسِ الرابع.
{ملتفتاً إلى الحاجب}
الحاجبُ: لِيَدْخُلِ المُتنافِسُ الرابعُ0
{تَدخلُ المسرحَ مجموعة ٌ أُخرى ،من الأطفالِ بثيابٍ موحيةٍ بفصلِ الشتاء وهي تَرْقُصُ وتُغنّي الأُغنيةَ الآتية}:
أنا ثِلجٌ يَهواهُ الطِفْلُ
وغُيومٌ ناداها السَهْلُ
أَغْمُرُ بالأمطـــارِ الدنيا
فيُغَنّي ويَميلُ النَخْـلُ
***
أَرْفُدُ بالماءِ الغُدْرانْ
تَجْري في كلِّ الأوطـانْ
وتُرَوِّي العَطْشـانْ
المُستَشارون:
أَقْبَلْتَ يا شِتاءْ بالخيرِ والعَطاءْ
لولاكَ ما سعى إلى الحُقولِ جَدْوَلُ
لولاكَ ما تَمايلتْ فيها سَنابِلُ
يا مِنْحَةَ السماءْ للأرضِ يا شِتاءْ
المُستشارُ الأوّلُ: حقاً إنَّه فصلُ الخيرِ والعطاء0
المستشارُ الثاني:مِياهُهُ كِنْزٌ لنا ولأرضِنا0
المُستشارُ الثالث:وثَلْجُهُ دُمىً يلهو بها أطفالُنا0
المُستشارُ الرابع:{يُحرّك رأسه مُستَنكِراً}كلُّ الفصولُ عندَكم سواء0
القاضي:والآن ،أيها السادةُ المُستشارون،قد عَرَفْتم جميعَ المُتنافسين،وأصبح بإمكانِكم القولُ أيُّها أكثرُ فائدةً وأعمُّ نفعاً للإنسان0
المُستشارُ الرابع:الربيعُ ــ سيِّدي القاضي ــ الربيعُ دونما شكٍّ ،فهو أكثرُ الفصولِ خُضْرَةً ونَضْرَةً وجمالاً،فيه تَلبَسُ الأشجارُ ثيابها المُـزَرْكَشَةَ بالأزهارِ، وتَكثُرُ فيه الخَضْراواتُ والفواكه،وتغريـدُ الأطيار، عليلُ النَسَماتِ ، يَخرُجُ الناسُ فيه للنُزُهات0
المُستشارُ الثاني : أنا أرى أنَّ الخَريفَ هو سيِّدُ الفصولِ، لأنَّ الحِراثةَ فيه وفيه البِذارُ، ولولاه مـا اخْضَرَّتْ ،في الربيعِ ،المروجُ والأشجار ،ولا تمايلت الغُصونُ بالزهرِ والثمار0
المستشار الرابع:الخريفُ فصلُ الكآبةِ،تتساقط فيهِ الأوراقُ وتتعَرّى الأغصانُ،فتفقدُ الطبيعةُ بهجَتَها،ثمَّ إنَّ هواءه يَضُرُّ بصِحَّةِ الأجسام0
القاضي :{للثالث}ما رأيُكَ أنت؟
المستشارُ الثالث:إنَّ الشتاءَ هوــ في رأيي أنفعُالفصولِ نفعاً ،فلولا أمطارُهُ وثُلوجُـه ما أَوْرَقَ الشجرُ، ولا احلــولى الثَمَرُ، ولا صًفَّقَ الماءُ في جَدْولٍ أو نَهَر0
المستشار الرابع:الشتاءُ شديدٌ بَردُه، قليلٌ رِفْدُه، رياحُه عاصفـات وثلجُـه يقطـعُ الطُـرُقـات ، ضــارٌّ صَقيعُه،ليلُهُ ثقيلٌ ونفعُه قليل0
المستشارُ الثاني:لولا صَقيـعُ الشــتاءِ ما هَلَكَــتِ الحشراتُ الضارَّةُ، أمّا ثلوجُه فهي خميرةٌ للأرض0
المُستشارُ الرابعُ: في الشتاء نقبعُ في البيوت ،فلا رَحَلات ولا نُزهات0
المُستــشارُ الأولُ: ولكنَّه يجمعُ شملَ الأسرةِ حول المواقد والمدافئ ،فنستمعُ إلى حكاياتِ الجَدةِ ذات الحنانَ الدافئ0
المُستشارُ الثالثُ:ونأكلُ الشَمَندَرَ المسلوقَ والكَستناءَ المَشْويَّةَ،ثمّ إنَّ حَمْضِيّاتِه وخَضْراواتِه بالفيتاميناتِ غنيَّة0
المُستشارُ الثاني: وهــل هناكَ ما هــو أنفــعُ مـن الليمونِ والمَلْفوفِ والــ000
المُستـشارُ الأولُ:{مقاطعاً}لكل فصلٍ فَواكِهُهُ وخَضْراواتُهُ وفوائدُه ومَضارّهُ ،غيرَ أنَّ الصيفَ أكثَرُها فائدةً وأقلُّها ضرراً0
المُستشارُ الرابعُ:أنسيتَ شمسَهُ المُحرِقَةَ ورياحَه الحاَّرةَ؟
المُستشار الثاني:لولا حرارتُه ما نَضَجَتِ الثِمارُ ،ولا المحاصيلُ والغِلالُ 0
القاضي:شكرا لكم أيُّها السادةُ ،لقد جَلَوتُمُ الحقيقةَ وكَشَفتُم السِتارَ، وبيَّنتم ما لكلِّ فصلٍ من منافعَ ومضارٍّ ،ولَسوفَ أَنطِقُ بالحُكمِ وأُعلنُ القرارَ0
{يتهامسُ المُستشارون : الصيف00 الخريف00 الربيع00 الشتاء ،تتعالى الأصواتُ وتختلط}0
القاضي: هدوء00هدوء00
{يُسمع صوتٌ خلف الستارِ فتتجه إليه الأنظارُ، تعود المجموعات الأربعُ إلى المسرح وهي تغني الغنية الآتيةَ ،مع الرقصة}:
أنا حَوْلٌ بالخيرِ أَعودْ
ورُجوعي أَمَلٌ منشودْ
أولادي أربعةٌ غُرُّ
بالنُعمى والخير تَجودْ
أملـي أن يحيا الإنسانْ
حُراً في خيرٍ وأمانْ
في كلِّ الأحيانْ
الربيعُ:هكذا نحن الفصول يُكمِّل أحَدُنا الآخرَ0
الخريفُ:كلُّنا في العطاءِ واحدٌ0
الصيفُ: أسماؤنا مُختلِفةٌ ومضموننا واحدٌ ،وهدَفُنا واحدٌ أيضاً،ألا وهو سعادةُ الإنسان،أينما كان0
الشتاءُ:فَلْتَعِشِ المحَبَّةُ في قلوبِنا جميعاً ولْيَدُمِ العطاء0
{يُمَزِّ القاضي أوراقَه ،ويُمسِكُ بأيدي المُستشارين ويرقصون مع الأغنية الآتية}:
أهلاً أبا الحُجولْ رُواؤكَ اكْتَمَلْ
أبناؤكَ الفُصولْ مَـزارِعُ الأمَــلْ
زَيَّنْتَها،وَشَّيْتَها كَسَوْتَها حُلَلْ
نَوَّعْتَها لَوَّنْتَها لِنَدْفَعَ المَلَلْ
وقُلتَ هَيّا نَعْمُرِ الأكوانَ بالعَمَلْ
{بانتهاءِ الأغنيةِ يحيالجميعُ الجمهورَ ويخرُجون منالمسرح}
انتهت المسرحيّة
************