أ.أحمد دالي
¤° إدارة عليـــا °¤
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 24/04/2009
| موضوع: يوم تبرعت بسوارها الذهبي ..(سيرة ذاتية ) الإثنين أكتوبر 11, 2010 5:58 pm | |
| يوم تبرعت بسوارها الذهبي ..(من السيرة الذاتية للدكتور أحمد السيد أحمد ) والدة الدكنور أحمد رحمها الله منذ سنوات مضت , دعت الهيئة العليا لدعم الإنتفاضة و دعم صمود الشعب الفلسطيني الشقيق في سورية ,لحملة تبرعات عاجلة .يومها دعيت للمساهمة و المشاركة في تنظيمها في مدينتي و محيطها ,كنت حينها في موقع قد أنتخبت اليه .من تجربتي و بعد استشارتي للأصدقاء ,في كيفية تنظيم الحملة و تأمين سبل نجاحها و تحاشي أي شبهة ,خاصة , وأن هناك شكوكاً قد تراود البعض حول جدوى القنوات الرسمية, و نزاهتها ,في إيصال المساعداتالشعبية للأشقاء في فلسطين المحتلة ,فقد اخترنا جهة غير حكومية و هي منظمة الهلال الأحمر العربيالسوري ,و كذلك اللجان الوقفية المحلية , فكرت بأفضل و سيلة لجمع أكبر نسبة من المعونات العينيةو المادية ,اخترنا أن يكون يوم الجمعة هو يوم البداية و أن تكون المساجد هي المكان الذي ننطلق منهنظمت تواجد اللجان في الجوامع التي تلقى بها خطب الجمعةالتقيت مع السادة الخطباء قبل يوم و كذلك مع اللجان الوقفية ,اتفقنا على الوسيلة المناسبة لتحقيق الهدف الذي نسعى لهبحيث و بعد انتهاء الخطبة و صلاة الجمعة تبدأ المبادرة منا نحن القيّمين على الأمر, بادرنازميلي المسؤول محمد و أنا , للتبرع كقدوة ومثال, وكوسيلة لحثّ الأخوة المواطنين على المساهمة بأكبر قدر ممكن . أفرغنا ما في جيوبنا مباشرة في الصندوق المخصص , لا أذكر المبلغ الذي ساهمنا به تماما ,لكن أذكر بأني وزميلي في المسؤولية قد تبقى معنا حوالي 4 دولارت حوالي 200 ليرة سوريةالأمر الذي دفع الفقراء قبل الاغنياء على المساهمة الكثيفة في التبرعاستمرت عملية قبول التبرعات حتى صلاة العشاءالمساجد و من مكبرات الصوت عبر مآذنها ,تحولت الى إذاعة محليّة لنقل تفاصيل المساهمة في التبرع .الأطفال الرائعين و النساء كانوا أهم المتبرعين ,الناس البسطاء , من منزلي الذي يطل على الجامع الكبيرالمسمى جامع الروضة بسلقين , كنت أتابع تلك التفاصيل لحظة بلحظة .وعبر الموبايل اتابع سير عملية التبرع في القرى و المدن الأخرى ومساجد مدينة سلقين الأخرىضمن المحفزات التي وضعتها الهيئة العليا لدعم الانتفاضة بان يكون هناك لائحة شرف لأعلى المساهمينبما فيه من تشجيع و تحفيز على القيام بهذا الواجب القومي و الاسلامي و الانساني و هو ليس غريبا عن شعبنا العربي في سورية عبر تاريخه و كذلك سائر العرب في وطننا العربي الكبيرقبيل صلاة المغرب سمعت اسم والدتي و قيامها بالتبرع بمبلغ من المال , اعرف عروبتها و ايمانها و محبتهالفلسطين و الأقصى و تدينها الشديد حتى حدود التصوف و الزهد بالدنيا .استمرت مبادرة المواطنين و أهلنا الأحبة في التبرع الكثيفقبيل أذان العشاء سمعت بتبرع عيني جديد وكانت المساهمة هي والدتي رحمها الله و قد قدّمت سوارها الذهبي , دمعت عيني ليس بسبب كرمها و جود نفسها و هو ما تربينا عليه منها ,ولكن الذي ادهشنيهو أنها كانت تدخر تلك الاسوارة الذهبية الثمينة ,ليوم حجها في نفس العامكنت أعرف أنها لن تقبل من أحد أية مساعدة لحجّتها وأيضا أعرف أن الإسوارة ستغطي معظم نفقات السفر و الحجيومها بكيت ليس لأنها أمي و حسب بل لأنها حاولت أن تكون قدوة حقيقية للأغنياء في مدينتي و هي ليستبالموْثرة و لكنها الغنية بإيمانها و تدينها و عروبتها و كبرياءها ,و خاصة أنّي كنت حينها المسؤول الاول في مدينتي .بعد انتهاء حملة التبرعفوجئت بأن محاسب الحملة في مدينتي يقول لي بأن أم أحمد المرحومة و الدتي هي الأعلى مساهمة فيها, و قد رفضت بشدة , أن يكون أسمها في تلك اللائحة .أتذكر الحاجة فريزة زيدو أم أحمد بكثير من الاعتزاز و الفخار ,أتذكرها و الدمع لا يغادرني ,أتذكر كرمها الذي غمرنا طيلة حياتناأتذكر هذا الجود الذي كاد يضيّع عليها فرصة الحج في ذلك العام .لكن الله عز و جل قد منّ عليها بنعمة أداء فريضة الحج و سهّل لها السبل و أفاض بين يديها الخير الوفير.أتذكرها اليوم و أدعو الله جلّ و علا أن تكون بين الشهداء و الصديقين , في جنات الخلد , في عليين . | |
|